The رقية الصدور Diaries

Wiki Article

الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .[٢]

(يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ).[١٠]

الشيخ: وذلك لما جعل اللهُ في قلب السَّخي من محبَّة الإحسان والجود والسَّماح بالمال، وعدم عظمته في قلبه، فهو في راحةٍ بما يرى من إحسانٍ للناس، ومُواساةٍ، وشفاعةٍ، ونحو ذلك. والبخيل مثلما جاء في الحديث الصحيح كصاحب الجبَّة التي قد لصقت حلقتُها به، الذي ما رضي أن يُحسن لصقت كل حلقةٍ مكانها، وضاقت عليه الجبَّة حتى لا يستطيع أن يُنفق ويُحسن، ولا يستطيع أن يتخلص من الجبَّة؛ لما في قلبه من الضيق والحرج وحُبِّ المال، وكراهة الإحسان، فهو في ضيقٍ وحرجٍ عند خروج أي فلسٍ وأي شيءٍ.

- أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَـتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ

ج: هذا محل نظرٍ، قد يقال بفطره احتياطًا ويقضي، وقد يقال: لا فطرَ عليه؛ لأنَّ السنة جاءت في الحجامة فقط، والقياس عليها محل نظرٍ، وإذا قضى احتياطًا فحسن.

رب امنحني من سعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس، ما يعينني على ما تحبه من عبادك؛ من مواساة الضعيف والمكسور والمحروم والملهوف والحزين، واجعل ذلك سلوة حياتي، وسرور نفسي، وشغل وقتي، وقرة عيني. اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالا إلا هديته، ولا غائبا إلا رددته، ولا مظلوما إلا نصرته، ولا أسيرا إلا فككته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة لنا فيها صلاح ولك فيها رضى إلا قضيتها ويسرتها بفضلك يا أكرم الأكرمين.

قوله -تعالى-: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ* وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ ۖ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .

وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ* لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ* وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ* وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ* إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ .[٢٤]

(باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ).[٣٤]

كان الصحابة -رضوان الله عليه- يرقون أنفسهم وغيرهم بسورة الفاتحة، وقد ثبت أنّ أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- رقى مريضاً بسورة الفاتحة وأقرّه النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك لعظيم فضل هذه السورة في التحصين، إذْ لمّا أخبر أبو سعيد النبي الكريم أنّه رقى بهذه السورة قال له النبي: (وما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ أصَبْتُمْ).[١]

الشيخ: وهذا إنما يحسّ به مَن عرف الواقعَ، مَن جرَّب الواقعَ: من فضول النظر، وفضول الكلام، وفضول المخالطة، وفضول الأكل والشرب، وفضول النوم، كل ذلك لها آثار في القلوب: تُضيقها، وتُؤذيها، وتُحرجها.

"بسمِ اللهِ تُربةُ أرضِنا، بريقةِ بعضِنا، يُشفى سقيمُنا، بإذنِ ربِّنا" من أفضل الأذكار للرقية الشرعية عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وكان عليه الصلاة والسلام يبلل سبابته الكريمة بريقه ويغرسها في التراب ثم يخرجها ويمسح بها حول مكان الألم وهو يردد هذا الدعاء، روته عائشة أم المؤمنين وأخرجه ابن حبان.

فينبغي للمؤمن التَّأسي بنبيه عليه الصلاة والسلام، والاستكثار من الخير في الشهر العظيم -شهر رمضان- [يكثر] من أنواع الخير: من الصَّدقات على الفقراء والمحاويج والأرحام، ومن كثرة الذكر، وتلاوة القرآن، وكثرة العبادة.

وَقَدْ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رقية تطهير الصدور فِي الصَّحِيحِ مَثَلًا لِلْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَةٍ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ وَانْبَسَطَتْ حَتَّى يَجُرَّ ثِيَابَهُ، وَيُعْفِيَ أَثَرَهُ، وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِالصَّدَقَةِ لَزِمَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا، وَلَمْ تَتَّسِعْ عَلَيْهِ.

Report this wiki page